الخميس، 28 يناير 2016

من صفات التسليم في الصلاة ( السلام عليكم ) من االجانبين فهل صح ذلك ؟؟



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
وبعد : فقد مر بي وأنا أقرأ في صحيح مسلم حديث سمرة رضي الله عنه والذي فيه صفة من صفات التسليم  الصلاة وهي " السلام عليكم " من الجانبين وجاء عنه أيضا بزيادة " ورحمة الله "
وقال بظاهره الشيخ العثيمين والأثيوبي وأن ذلك يفعل أحيانا أعني الاقتصار على السلام عليكم فقط في الجانبين .

وقد سألت شيخنا ربيعا المدخلي حفظه الله عن هذه الرواية
فقلت له : روى الإمام مسلم حديث جابر بن سمرة بلفظين :
أحدهما  "السلام عليكم ورحمة الله  "
والثاني " السلام عليكم "  فقط في الجانبين
فقال : حفظه الله قارن بين الروايتين وانظر ماهو أرجح !
فقلت: أرجح بينهما وقد أخرجهما مسلم في الصحيح ؟
فقال: نعم رجح ثم درست الحديث فكان نتيجة الدراسة مايلي:
قال الامام مسلم في الصحيح (431)
حدثنا ابوبكر ابن ابي شيبه قال حدثنا وكيع عن مسعر (ح)
وحدثنا ابو كريب (واللفظ له) قال أخبرنا ابن أبي زائدة عن مسعر حدثني عبيدالله القبطي عن جابر ابن سمرة قال:
كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا بأيدينا" السلام عليكم ورحمة الله " السلام عليكم ورحمة الله وأشار بيده إلى الجانبين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((علام تومئون بأيدكم كأنها أذناب خيل شمس إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله))
هكذا روى مسلم ولم يسق لفظ حديث وكيع عن مسعر وساقه ابن خزيمة في صحيحه من طريق سلم بن جناده عنه ولفظه :
(( كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا بأيدينا السلام عليكم يمينا وشمالا ... الحديث)).
وتابعه على ذلك يزيد بن هارون وعيسى بن يونس ومحمد بن عبيد الطنافسي([1]) ويحي بن ادم([2]) وسفيان بن عيينه([3]) وأبو نعيم الفضل بن دكين([4]) ومحمد بن عبدالله بن الزبير ويعلى بن عبيد([5]) وجعفر بن عون([6]) .

وإختلف فيه على سفيان بن عيينه :
راوه عنه عبدالرزاق الصنعاني كرواية الجماعة بدون زيادة (ورحمة الله).

وخالفه الشافعي والحميدي كما في مسنديهما فرواياه عنه فذكروا الزيادة من تعليم النبي صلى الله عليه وسلم .
فهولاء عشرة من أصحاب مسعر بن كدام يروون الحديث بدون ذكر ((ورحمة الله))
باستثناء رواية سفيان المختلف فيها .
تجعلنا نرجح روايتهم على رواية يحي بن زكريا بن ابي زائدة .
لاسيما وقد عضد رواية الجماعة الرواية الأخرى التي ذكرها الإمام مسلم رحمه الله فقال وحدثنا القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله بن موسى عن اسرائيل عن فرات     (يعني القزاز) عن عبيدالله عن جابر بن سمرة قال:
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا سلمنا قلنا بأيدينا
" السلام عليكم " , "السلام عليكم "
فنظر الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
((ماشأنكم؟ تشيرون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ إذا سلم أحدكم فليلتفت  الى صاحبه ولا يومي بيده)).
وهذه متابعة تامة لمسعر بن كدام برواية الجماعة عنه ترجح جانبهم, وعليه فزيادة "ورحمة الله"  في حديث جابر بن سمرة تعتبر شادة والله أعلم .
ثم ترجح لي تصحيح اللفظين لاتفاق وكيع , ويحي بن زكريا بن ابي زائدة ,
وسفيان بن عيينه , على اللفظ الأول
وقد إحتج بها الامام مسلم فيكون وكيع رواه باللفظين والله أعلم .
وقد قرأت البحث على الشيخ ربيع حفظه الله فصحح رواية ابن أبي زائدة ووكيع
عن مسعر على رواية فرات القزاز وقال في رواية القزاز فيها تقصير والمقصود من الحديث النهي عن الإشارة مع السلام وليس فيه تفصيل السلام وصفاته ...بمعناه.
والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وعلى اله وصحبه أجمعين وعنا معهم برحمتك ياأرحم الراحمين.




كتبه
ابوحسان سمير القيسي





[1] / أخرج ذلك عنهم ابن خزيمة في صحيحه حوالة ثم ساق الحديث بلفظ وكيع وساق لفظ حديث يونس ابن حبان كرواية وكيع ..
[2] / عند النسائي (1185)
[3] / عند عبدالرزاق(2/220) والطبراني(2/05)
[4] /كما في جزء رفع اليدين للبخاري
[5] / عنند الطحاوي في معاني الاثار
[6] / عند ابي عوانة

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets